لنكن صريحين، لا أحد يحب أن يُعرف عنه بأنه صاحب رائحة الفم الكريهة أو الأسنان الصفراء. الحفاظ على نظافة الفم الجيدة ليس مجرد تجنب المواقف الاجتماعية المحرجة بل هو أمر ضروري لصحتك وعافيتك حيث ترتبط ارتباطًا وثيقًا بصحة القلب والأوعية الدموية والدماغ.
فكر في الأمر – فمك هو بوابة جسمك. كل ما تأكله وتشربه يمر من هناك أولاً. إذا لم تعتني بأسنانك أو لثتك بشكل صحيح، فأنت تترك الباب مفتوحًا على مصراعيه للبكتيريا والالتهابات لتدخل مباشرة.
كما يمكنك تخيل الفرص التي ستفقدها بسبب تجنب الناس لك هرباً من سلاحك الكيميائي المحرم دولياً!
في صغري مررت بهذه الفترة رغم فرش اسناني مرتين في اليوم و المضمضة والغرغرة مثل المجنون كما كنت أزور الطبيب بشكل منتظم. أتذكر جيداً تعليق احدى الدكتورات عندما قالت :
“عمري ما شفت سنون كويسة كيف سنونك“
أكره أن أتذكر هذا ولكني عانيت من رائحة الفم الكريهة (Halitosis) فترة من الزمن الى أن ساعدني طبيب تونسي الله يذكره بالخير لمعرفة المشكلة وإيجاد الحل! تابع القراءة اذا اردت اختصار المعاناة.
إذا كنت تخاف هروب شريك حياتك منك، فلا تقلق! فاليوم سأشارك معك دليل علمي شامل للحصول على ابتسامة تخطف الابصار ونفس منعش مثل الاطفال.
إذن كيف احافظ على فمي في أفضل حال وأضمن عدم هروب زوجتي أو زوجي مني؟
كل شيء يبدأ بتحديد روتين يومي ثابت. أنا أتحدث عن التنظيف بالفرشاة والخيط وجميع الخطوات الضرورية. ولا أقصد مجرد تمريرة سريعة – نحن بحاجة إلى بذل جهد حقيقي هنا يا أصدقاء.
فرش الأسنان
لقد سمعت هذا مئات المرات وهذه مرة اضافية مني. يجب أن تنظف أسنانك مرتين يوميًا على الأقل لمدة دقيقتين. لا تستعجل و افرك بقوة متوسطة فالهدف التنظيف وليس النحت. استخدم فرشاة أسنان ذات شعيرات ناعمة ومعجون أسنان بالفلورايد للوصول حقًا إلى كل زاوية وتنظيفها.
لا تركز فقط على الأسنان الأمامية فلديك أضراس تحتاج بعض الحب أيضًا. استخدم حركات دائرية واهتم بالجزء العلوي والداخلي والخارجي لتلك اللآلئ البيضاء. ولا تنسى لسانك ولثتك!
اللسان كان الحلقة المفقودة في عملية التنظيف لدي وهذا بالضبط ما ساعدني على اكتشافه الطبيب التونسي! يمكن فرشه او استخدام منظف اللسان (Tongue Scraper) للتخلص من أي تراكمات.
كما انصح باستخدام فرشة كهربائية لزيادة الفعالية والتأكد من الفرش لمدة دقيقتين لاحتواء بعضها على مؤقت ولكن الفرشة العادية تفي ايضاً بالغرض إذا تم استخدامها بشكل صحيح.
خيط الأسنان
لا تستخدم الخيط إلا للأسنان التي تريد الاحتفاظ بها! وهذا بالفعل ما وجدته دراسة نشرت في سنة 2020 خلال فترة متابعة امتدت لخمس سنوات، حيث وجد الباحثون أن البالغين الذين يستخدمون الخيط فقدوا في المتوسط سناً واحدة فقط، بينما فقد الذين لا يستخدمون الخيط حوالي أربعة أسنان.
يعتبر استخدام خيط الأسنان جزءًا أساسيًا من أي روتين جيد لنظافة الفم، ومع ذلك يتخطاه الكثير من الناس.
يتخلص خيط الأسنان من البلاك وبقايا الطعام التي لا يمكن لفرشاة الأسنان الوصول إليها. تلك الفراغات الضيقة بين أسنانك تشبه مخبئًا دافئًا للبكتيريا. تحتاج إلى طرد الضيوف الغير مرحب بهم يوميًا باستخدام خيط الأسنان مرة على الاقل.
لست مقتنعاً بعد؟ وجدت نفس الدراسة فوائد أخرى مثل:
قلة في جيوب اللثة العميقة (أكثر من 4 مليمترات).
انخفاض في تسوس تاج السن (الجزء العلوي من السن).
ومن المثير للاهتمام، أن الدراسة وجدت أن الأضراس هي الأكثر استفادة من التنظيف بالخيط، حيث انخفض معدل الإصابة بأمراض اللثة بنسبة 40٪ بين مستخدمي الخيط.
ليست من محبي خيط الأسنان التقليدي؟ لا مشكلة فأنا كذلك!
هناك العديد من أدوات تنظيف ما بين الأسنان مثل اعواد الاسنان بالخيط، الفرش الصغيرة و الشطف بالمياه (Water Flossing). ابحث عما يناسبك أكثر وجعله عادة.
المضمضة:
لا يوجد دليل قاطع على وجوب استخدام المضمضة كجزء أساسي من روتين النظافة والأدلة متضاربة و لذلك سأدع حرية الاختيار لك.
إيجابيات غسول الفم:
مكافحة البكتيريا: يساعد غسول الفم على الحد من التصاق البكتيريا أثناء تشكل طبقة البلاك، مما يساهم في الوقاية من أمراض الفم مثل التهاب اللثة.
انتعاش النفس: يوفر غسول الفم انتعاشًا مؤقتًا للتنفس عن طريق قتل البكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة.
الوقاية من التهاب اللثة: أظهرت الدراسات أن بعض أنواع غسول الفم، وخاصة المحتوية على الفلورايد، تساعد على الوقاية من التهاب اللثة من خلال تقليل البلاك.
استخدامات خاصة: تتوفر أنواع معينة من غسول الفم مصممة لمشاكل صحية خاصة بالفم، مثل أمراض اللثة وتسوس الأسنان وجفاف الفم.
سلبيات غسول الفم:
فعالية محدودة: غالبا ما تكون فعالية غسول الفم في السيطرة على البلاك ومنع أمراض الفم محدودة، وذلك يعتمد على نوع الغسول و صحة الفم.
آثار جانبية: يمكن أن يسبب بعض غسول الفم آثارًا جانبية (خاصة المحتوية على كحول) مثل اضطرابات التذوق وتهيج الفم وتصبغ الأسنان واللسان.
الإفراط في الاستخدام: الاعتماد بشكل كبير عليه كوسيلة وحيدة للنظافة الفموية قد يؤدي إلى إهمال ممارسات أكثر أهمية مثل التنظيف بالفرشاة والخيط.
تغذية الجسم بالشكل الصحيح
ما تضعينه في فمك مهم بقدر أهمية طريقة تنظيفه. النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من الأطعمة السكرية والحمضية والنشوية يمكن أن يدمر أسنانك عن طريق تآكل المينا وتغذية البكتيريا الضارة.
بدلاً من ذلك، تناول الكثير من الفواكه والخضروات المقرمشة والبروتينات الخالية من الدهون ومنتجات الألبان والدهون الصحية.
لن يمنح هذا جسمك العناصر الغذائية التي يحتاجها فحسب، بل يمكن للأطعمة الليفية مثل التفاح والجزر أن تساعد فعليًا في تنظيف أسنانك أثناء تناولها!
يعتقد الخبراء التاريخيون بأن غياب الأسنان المعوجة في الجماجم المنقب عنها هو الاعتماد على الأطعمة الطبيعية الصلبة بشكل أساسي منذ مئات السنين.
الحفاظ على ترطيب الجسم أمر أساسي أيضًا. شرب الماء طوال اليوم للمساعدة في إنتاج اللعاب الذي يغسل بقايا الطعام بشكل طبيعي ويحافظ على رقم الهيدروجيني (pH) معتدل.
لا تنسى طبيب أسنانك
مهما كان روتينك المنزلي رائعًا، فلا يزال عليك زيارة طبيب الأسنان بانتظام للتنظيف والفحوصات الدورية. لديهم الأدوات والخبرة لإزالة البلاك المتصلب (الجير) الذي لا يمكنك التخلص منه بنفسك واكتشاف أي أمراض بشكل مبكر.
الملخص مع نصائح إضافية:
ببساطة، فمنا في حالة مستمرة من إعادة التمعدن (تقوية الأسنان) أو إزالة التمعدن (ضعف الأسنان). نريد الحفاظ على الفم في حالة إعادة التمعدن لأطول فترة ممكنة.
يعتمد ذلك على مستوى الحموضة (الـ pH) الذي يتأثر بعوامل عديدة. دعونا نلقي نظرة على ملخص العادات السيئة والجيدة للحفاظ على بيئة فموية مثالية لإعادة التمعدن.
قل لا للآتي:
تنفس الفم: التنفس الطبيعي يكون عبر الأنف، فتنفس الفم يجففه ويؤثر على صحته. (إلصاق الفم)
المشروبات الكحولية: الكحول ليس محرماً فقط بل يغير مستوى الحموضة ويضر بالخلايا وبيئة الفم الطبيعية.
المنبهات: الشاي والقهوة والمنبهات الأخرى تزيد حموضة الفم وتصبغ الأسنان. لتجنب ذلك، اشرب كمية قليلة على مدار اليوم بدلًا من كمية كبيرة دفعة واحدة ونظف بعدها.
التدخين: هل عمرك رأيت مدخن أسنانه نظيفة ورائحة فمه منعشة؟ التدخين بأنواعه (الشيشة والسيجارة الالكترونية) يضر بصحة الفم بشكل كبير ويساهم في أمراض اللثة وتسوس الأسنان.
السكر: اشطف فمك واستخدم خيط أسنانك بعد تناول الأطعمة السكرية لمنع التسوس. قلل من تناول السكر بشكل عام وطبق روتين العناية بالفم بانتظام.
غسول الفم الكحولي: له آثار جانبية على صحة الفم لأنه يقلل أكسيد النيتريك المهم للعديد من وظائف الجسم. اختر غسول فم خالي من الكحول لفعالية أكبر.
الأطعمة والمشروبات الحمضية: حاول تنظيف فمك من الأطعمة والمشروبات الحمضية والغازية بعد حوالي 30 دقيقة لضمان عدم إلحاق الضرر بطبقة المينا الخارجية.
قل نعم للآتي:
التوقيت مهم: أهم وقت للتنظيف بالفرشاة هو قبل النوم للتأكد من نظافة الأسنان.
التنظيف بالفرشاة والخيط بانتظام: التنظيف مرتين يوميًا لإزالة البلاك ومنع مشاكل الأسنان.
استخدم الأدوات المناسبة: فرشاة أسنان ناعمة بحركة دائرية لطيفة لحماية اللثة والمينا.
العناية باللثة: تنظيف اللثة برفق للحفاظ على صحتها ومنع الالتهاب.
تقنية الخيط الصحيحة: استخدم الخيط برفق، ويمكنك تجربة الشطف الماء لتنظيف أكثر لطفا للثة.
فوائد زيليتول: يساعد الزيليتول (Xylitol) على منع تسوس الأسنان وتعزيز صحة الفم. تجده في بعض أنواع العلكة والحلوى التي توفر بيئة مناسبة لإعادة التمعدن.
علاج القرح: تناول الأطعمة المخمرة قليلة السكر والألياف (البريبايوتيك) للمساعدة في علاج و منع ظهور قرح الفم.
نظافة اللسان: تنظيف اللسان برفق بالفرشاة أكثر فعالية من الكشط، لكن استخدم فرشاة منفصلة للسان لأفضل نتيجة.
سلام
انا دكتوره مي
اهلا دكتورة! أرجو أن تكون المدونة مفيدة لك.