السلام عليكم
دخلنا على الربيع وبدأ الجو بالتحسن لتشرق الشمس علينا بشكل منتظم بعد أشهر من أجواء ألمانيا البائسة. رغم حبي للموسم إلا أني أكره هذا الوقت من السنة! لماذا؟
السبب هو تغيير الى التوقيت الصيفي أو ما يسمى Daylight Savings Time أو باختصار DST. ولكن ما هو ومن أين جاء ولماذا كل هذا الكره؟ في النهاية فهو ليس مجرماً، صحيح؟
فكر من جديد.
لنبدأ من خط البداية و نتعرف على تاريخ هذا النظام:
في صيف عام 1784، كان بنجامين فرانكلين أحد مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية الشهير مقيمًا في باريس. ذات يوم لاحظ فرانكلين كم كان الباريسيون غارقين في النوم بينما الشمس في عز إشراقها.
فكتب رسالة ساخرة اقترح فيها على السكان أن ينهضوا مبكرين ليستفيدوا من ضوء النهار بدلاً من إضاءة الشموع.
لم يكن ليدري أن اقتراحه السَّاخر سيصبح يومًا ما حقيقةً يعتمدها العالم أجمع! فقد كانت تلك هي البذرة الأولى لفكرة “التوقيت الصيفي” الذي نعيشه اليوم من مجرد نكتة.
في عام 1895 ظهر عالم الحشرات النيوزلندي جورج هدسون ليقترح فكرة التوقيت الصيفي بصورتها العملية. إذ لاحظ هدسون أن ضوء النهار الطويل في الصيف يضيع هباءً بينما الناس نيام، فاقترح تقديم الساعة ساعة واحدة خلال أشهر الصيف لاستغلال ذلك النهار.
بعد عامين تبنى حزب ويليام ويليت البريطاني تلك الفكرة، وسعى جاهداً لتمريرها في البرلمان البريطاني دون جدوى. ولكن جاءت الحرب العالمية الأولى لتغير المعادلة. ففي 1916 تبنت ألمانيا وحلفاؤها التوقيت الصيفي لتوفير الطاقة (ركز على هذه الحُجة)، وسرعان ما لحقت بها بريطانيا وأوروبا تباعاً.
ومن هنا بدأ التغيير المثير للجدل.
لماذا أنا ضد هذا النظام؟
بما أن هذه النشرة تغطي مواضيع الصحة فمن الطبيعي كتابتي عنه. هذا النظام يمس أهم أعمدة الصحة وهي النوم. لنرى ماذا تقول الدراسات والخبراء عن الموضوع وبعدها سنتطرق لبعض الجهات الأخرى بشكل سريع.
في دراسة سنة 2009 وجدت أن معظم الأمريكيين يفقدون 40 دقيقة من النوم عند تغيير التوقيت، مما يُترجم إلى فقدان الإنتاجية في العمل في الأيام التالية. ووفقًا لبعض التقديرات، يعني ذلك خسارة إجمالية تبلغ 434 مليون دولار على المستوى الوطني.
قد لا يكون لنقص النوم عواقب جسدية حقيقية على العمال الإداريين، لكن الحال ليست كذلك بالنسبة للجميع. ففي نفس التحليل الذي نُشر عام 2009، نظر الباحثون في بيانات عقود من الزمن ووجدوا زيادة بنسبة 5.7% في إصابات العمل الجسدي يوم الاثنين التالي لتغيير التوقيت الصيفي في الربيع، مما أدى إلى فقدان 68% أكثر من أيام العمل.
وقال مؤلفو الدراسة لجمعية الموارد البشرية:
“نحن نرى أن التغيير الربيعي مرتبط بزيادة في عدد وشدة حوادث العمل، خاصة بالنسبة لأولئك المنخرطين في وظائف تتطلب مستوى عاليًا من الانتباه للتفاصيل، مثل عمال المناجم. لقد أظهرت الدراسات أن نقص النوم يتسبب في انخفاض مستويات الانتباه”.
ليس هذا فقط، فله آثار صحية خارج مكان العمل أيضاً. فقد وجدت دراسة نُشرت عام 2016 زيادة بنسبة 8% في عدد حالات السكتة الدماغية في اليومين التاليين لتغييرات التوقيت الصيفي.
وخلصت دراسة أجريت عام 2014 إلى أن حالات النوبات القلبية كانت أكثر شيوعًا بنسبة 24% يوم الاثنين بعد تغيير التوقيت، لكنها لم تؤثر على إجمالي الحالات.
وقال أمنيت ساندهو، زميل أمراض القلب بجامعة كولورادو في دنفر والمؤلف الرئيسي للدراسة في بيان صحفي:
“قد يعني ذلك أن الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض القلب قد يكونون أكثر عرضة للخطر بعد التغييرات المفاجئة في التوقيت”.
بعض الآثار الجانبية الأخرى بشكل مختصر:
زيادة فرص حوادث المرور القاتلة بنسبة 6%
انخفاض الأداء في اختبارات الذكاء بنسبة 2%
أحكام القضاة كانت أقسى بنسبة 5٪
مناصري التوقيت الصيفي و رغم قلة الأدلة يتحججون بإمكانية توفير الطاقة لنظراً لاستخدام الشمس بدل الإنارة الصناعية ولكن هل هذا صحيح؟
هذا بالفعل ما أراد التحقق منه علماء في ولاية إنديانا الأمريكية حيث وجدوا التالي:
زاد الطلب على الكهرباء بنسبة 1٪.
هذه الزيادة كلفت أُسر إنديانا 9 ملايين دولار سنويًا في فواتير الكهرباء.
يُتوقع أن يكون التأثير السلبي أقوى في مناطق أخرى من الولايات المتحدة.
فيديو شاهدته:
البلاستيك الذي نستخدمه بشكل يومي لطهي الطعام وحفظه بدأ يأخذ جزء كبير من تفكيري نظراً لإضراره العديدة لعل ابرزها نشر في دراسة حديثة الشهر الماضي في مجلة الطب البريطانية.
وجد الباحثون أن المرضى الذين لديهم جزيئات بلاستيكية دقيقة في رواسبهم الصفائحية داخل الأوعية الدموية معرضون لخطر أكبر بأكثر من 4 مرات للإصابة بأمراض قلبية وعائية (مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية) مقارنة بالمرضى الآخرين.
الفيديو الذي أريد التحدث عنه يغطي جانب لم أكن منتبهاً له من قبل وهو الأدوات المستخدمة في الطهي التي يجب علينا تجنبها نظراً لاحتوائها على سموم متنوعة وليس فقط البلاستيك.
صاحبة الفيديو لديها درجة دكتوراه في علم السموم و للمزيد اضغط على الرابط 👇
Worst Cookware Lurking in Your Kitchen to Toss Right NOW From a Toxicologist | Dr. Yvonne
كما سأقوم بكتابة مدونة عن الموضوع كذلك لذا كن جاهزاً وتفقد مدونتي.
كتاب قرائته:
أحد كُتابي المفضلين الجراح أتول جواندي يذكر في كتابه The Checklist Manifesto أهمية أداة بسيطة لإنقاذ أرواح الناس.
قائمة المراجعة لها تأثيرات كبيرة في حياتنا اليومية إذا تم تطبيقها بشكل صحيح بداية من الطيران ونهاية إلى غرف العمليات.
يروي الجراح قصصًا مثيرة عن كيف أنقذت قوائم المراجعة أرواحًا في مواقف حرجة. في النمسا، أنقذت قائمة مراجعة للطوارئ طفلاً من الغرق بعد قضاء نصف ساعة تحت الماء.
أما في ميشيغان، فقد ساعدت قائمة مراجعة للنظافة في منع انتشار العدوى المميتة في وحدات العناية المركزة و خفض معدل الوفيات بأكثر من الثلث.
The Checklist Manifesto: How to Get Things Right
لك جزيل الشكر على وقتك وقرائتك النشرة وأتمنى لك و لكِ العفو والعافية.
كل الحب والتقدير
💌