السلام عليكم
سنة 2023 انتهت بسرعة شئنا أم أبينا، حققنا ما نريد أو فشلنا ومع اطلالة السنة الجديدة، الكثير منا يحاول مراجعة نفسه و وضع أهداف واعدة للسنة الجديدة محاولاً خلق شخصية أقرب للشخص الذي في مخيلته.
البعض منا يضع الصحة كهدف بين عينيه، الآخر منصب معين أو درجة علمية ما. بكل قوة واندفاع نبدأ السنة محاولين أن نكون نسخة أحسن من أنفسنا. مسلحين بقوة الانضباط والحافز المعنوي ونقول لأنفسنا “السنة هذي غير“
سرعان ما نتفاجأ بأننا لسنا مستعدين للتضحية! بعد نفاذ العزم والهمة نرجع لما كنا عليه واسوأ احياناً. هذه ظاهرة تحدث للأغلبية كما أظهرت دراسة أن 77% من المشاركين حافظوا على قراراتهم لمدة أسبوع واحد.
لكن انت من اليوم لست منهم.
سأشارك معكم علم وضع الأهداف و تحقيقها بطريقة مبسطة وكل ما عليك متابعة الخطوات. قم بتجهيز ورقة وقلم لتبدأ في رحلة التغيير من الآن.
لنعرف ما نريد تحقيقه في المستقبل، يجب أن نلقي نظرة على الماضي. تحديداً سنة 2023! التأمل في العام الماضي سيعزز الوعي بالذات ويساعدنا على معرفة مكاننا الحالي لاتخاذ قرارات مستقبلية أفضل. ليس هذا فقط، سيزيد من الصحة العامة كذلك.
اكتشفت دراسة نشرت في مجلة “Memory” أن التأمل في بعض أنواع التجارب يمكن أن يعزز الرفاه. قام باحثون أستراليون بجمع أكثر من 300 شاب ليتذكروا ذكريات من فئات محددة:
حل المشكلات: اللحظة التي نجحت فيها في التعامل مع تحدي.
الهوية: تجربة شكلت الشخص الذي أنت عليه اليوم.
التجارب المُرة: حدث سلبي يتعلق بالإحباط أو الندم.
مجموعة السيطرة: أي ذكريات تتبادر إلى الذهن.
بعد التأمل خمس دقائق في الذكريات والأفكار والمشاعر المحيطة بها، قام المشاركون بكتابة كيف شعروا بأنفسهم أثناء التفكير فيه، وماذا استفادوا منه.
أظهرت النتائج أن التأمل في تجارب حل المشكلات يقلل من العواطف السلبية، في حين أن التأمل في تجارب ذات صلة بالهوية يزيد من العواطف الإيجابية مثل السعادة والرضا بالذات.
لنبدأ بسؤال أنفسنا التالي:
🎉 إنجازات كبرى: أكتب أهم 3-5 أحداث أو إنجازات شهدتها في عام 2023! كيف كان لها تأثير على حياتك؟
💪 تحدّيات تجاوزناها: أكبر التحديات والعقبات التي واجهتها في عام 2023، وكيف تمكنت من التغلب عليها؟ وأهم شيء، ماذا تعلمت من هذه التجارب؟
🌱 النمو والتطوير: كيف تغيرت كفرد خلال العام الماضي؟ اعتبر التغييرات في المعتقدات والتوجيهات والسلوكيات.
❌ طموحات لم تتحقق: هل كانت هناك أهداف أو طموحات أملت تحقيقها في 2023 ولكن لم تنجح؟
🎁 المفاجآت: ما الذي فاجأك هذا العام، سواء بشكل إيجابي أو سلبي؟ وكيف تأقلمت مع هذه الأحداث؟
🙏 الامتنان: ما الذي تشعر بالامتنان الشديد تجاهه في عام 2023؟ فكر في الأشخاص والتجارب والفرص التي زادت قيمة حياتك.
💆♀️ الاهتمام بالذات والعافية: كيف قمتم بالعناية بصحتك الجسدية والعقلية والعاطفية في 2023؟ هل اعتمدت عادات أو ممارسات جديدة؟
👥 العلاقات والاتصالات: تأمل في علاقاتك في 2023. كيف تطورت؟ هل كانت هناك علاقات جديدة أثرت بشكل كبير عليك؟
🎓 التقدم المهني أو الأكاديمي: كيف تقدمت في حياتك المهنية أو الدراسية في 2023؟ ما هي الدروس المستفادة الرئيسية وكيف أثرت على تطلعاتك المستقبلية؟
🚀 تطلعات للمستقبل: بناءً على تجاربك في 2023، ما الذي ترغب في فعله بشكل مختلف في 2024؟ هل هناك مجالات جديدة ترغب في استكشافها أو تغييرات ترغب في تحقيقها؟
بعد الاجابة عن هذه الاسئلة، سيكون لديك نظرة أوضح للهدف المراد تحقيقه و سيكون لديك ما ترجع له في نهاية السنة القادمة و سيسهل عليك هذا متابعة أهدافك والتقدم الذي تحرزه. أختر 1-3 أهداف فقط لا غير وقم بتركيز جهودك عليهم.
أدوات تحقيق الأهداف بناءاً على العلم:
علم وضع الأهداف هو مجال مثير يتداخل مع علم الأعصاب، وعلم النفس، وعلم السلوك. لنقوم بالغوص في بعض الاستراتيجيات المبنية على الأدلة العلمية لمساعدتك في تحديد وتحقيق أهدافك هذا العام.
تشير الأبحاث إلى أن وضع أهداف محددة وصعبة سيؤدي إلى أفضل النتائج. الأهداف التي تكون سهلة أو غامضة لا توفر ما يكفي من التحفيز. من ناحية أخرى، يمكن أن تكون الأهداف الصعبة جدًا محبطة. المفتاح هو العثور على توازن – حدد أهدافًا تشكل تحدياً ولكن يمكن تحقيقها.
🎯كن محددًا: النتائج المحددة بوضوح ضرورية. كلما كانت أهدافك أكثر تحديدًا، كلما كان من السهل على دماغك تصور الخطوات اللازمة لتحقيقها.
⛓️أنشئ تسلسل للأهداف: قم بتحديد تسلسل للأهداف، بدءًا من طموحك العام وتقسيمه إلى أهداف أصغر وأكثر إمكانية للتحقيق.
📉تصوّر الفشل: قد يبدو هذا الأمر مناقضًا لما يعتقد الكثير، ولكن تصوّر المعوقات المحتملة يمكن أن يساعدك في التحضير لها وزيادة فرص نجاحك.
📏قيّم وعدل: قيّم تقدمك بانتظام وعدل استراتيجياتك إذا لزم الأمر. ردود الفعل السريعة ضرورية للبقاء على الطريق الصحيح لأن الحياة لن تسير كما تريد.
🫂شارك الآخرين أهدافك: انضم إلى مجموعة تقصد نفس الغاية أو شارك أهدافك مع الآخرين يمكن أن يخلق شعورًا بالمسؤولية وتوفير دافع إضافي لتحقيقها.
اذا اردت، شارك معي هدفك بالرد على هذا البريد الإلكتروني وسأكون سعيد بالمساعدة لابقائك على الطريق الصحيح.
💪ركّز على الجهد: عند تحديد أهدافك، انظر إلى الجهد الذي يلزم لتحقيقها، ليس فقط الجوائز المحتملة.
اجعل أهدافك ثابتة:
الآن بعد أن حددنا أهدافنا وعرفنا الادوات، كيف يمكننا جعلها ثابتة؟
إليك بعض الاستراتيجيات:
🏡عدّل بيئتك: يمكن أن تؤثر بيئتك بشكل كبير على سلوكك. تأكد من أنها تدعم أهدافك. على سبيل المثال، لا تجعل الأطعمة العالية السعرات الحرارية في متناول اليد أو جهز ملابس الرياضة من الليلة الماضية أو احذف برامج التواصل الاجتماعي من هاتفك.
🎗️استخدم مشغّلات العمل: هذه علامات تحفيز لاتخاذ إجراء معين نحو هدفك. على سبيل المثال، يمكنك تعيين تذكير ما أو تحديد زمن معين على التقويم على هاتفك لممارسة الرياضة كل صباح.
➗قسّم الهدف: قسّم هدفك إلى مهام صغيرة قابلة للإدارة. سيجعل ذلك الهدف يبدو أقل تحديًا ويسمح لك بالاحتفال بالانتصارات الصغيرة على طول الطريق.
🔁تابع هدفك بشكل دوري: يجب أن تتابع الهدف بشكل مستمر لمعرفة اذا ما كنت على الطريق الصحيح. على سبيل المثال، سجل وزن الأثقال التي تحملها في الجيم، قس وزنك ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع أو عدد الساعات التي تضعها لمشروع ما.
كتاب قرائته:
The fifth Agreement هو كتاب من تأليف دون ميغيل رويز وابنه دون خوسيه رويز و يعتبر دليلاً لتحقيق الحرية الشخصية والسيطرة على الذات.
شد انتباهي جزء معين منه، تحديداً الاتفاق الثاني وهو أن لا نأخذ أي شيء بشكل شخصي. وهو مبدأ قوي يؤثر بشكل كبير على تفاعلنا مع العالم. يوضح الكتاب أن ردود فعل الآخرين ليست إلا إسقاطًا لواقعهم وحلمهم الشخصي، وليس لها صلة بنا.
عندما نأخذ الأمور بشكل شخصي، نشعر بالإهانة، وتتسبب ردود أفعالنا في الدفاع عن معتقداتنا، مما يؤدي إلى نشوب الصراعات الغير ضرورية. بالعكس، عدم اتخاذ الأمور بشكل شخصي يساعدنا على تجنب الاضطرابات والحفاظ على سلامتنا العاطفية وسعادتنا.
يجب أن نفهم أن عدم اتخاذ الأمور بشكل شخصي لا يعني تجاهل الآراء والانتقادات البناءة. بل يعني فهم أن آراء الآخرين تعتمد على تجاربهم ووجهات نظرهم، وعدم السماح لهذه الآراء بتحديد قيمتنا الذاتية أو توجيه أفعالنا.
فيديو شاهدته:
في هذا الفيديو الشيّق الذي يتحدث عن نظرية الألعاب و معضلة السجينين وكيف يمكن تطبيق استراتيجية بسيطة في حياتنا اليومية لأفضل النتائج.
تُعد عبارة “Tit for Tat” تعبيرًا إنجليزيًا يعني “الرد المعادل“. وتُستخدم هذه العبارة كاستراتيجية ناجحة في نظرية الألعاب، حيث تم تقديمها لأول مرة في بطولتين قام بهما Anatol Rapoport في عام 1980. تبرز هذه الاستراتيجية كواحدة من أنجح وأبسط الاستراتيجيات في المنافسة المباشرة.
تقوم هذه الاستراتيجية على التعاون في البداية ثم تكرار حركة الخصم السابقة. وفي حالة التعاون السابق من الخصم، تظل الاستراتيجية تعاونية، وإذا لم يتعاون الخصم في البداية، فإن الاستراتيجية تتجاوب بنفس الطريقة.
تم مقارنتها باستراتيجيات خبيثة اخرى لكن المفاجأة بأن الرد المعادل كان أفضل طريقة للتعامل مع الخصم. هذا ينعكس في كل جوانب الحياة، من طريقة عيش الحيوانات مع بعضها إلى السياسة التي تحكم بين الدول لفرض السلام في العالم.
اتمنى لكم سنة مليئة بالنجاح والانجازات
اراكم الشهر القادم